توصل كل يوم
ببرنامج السباقات
الحصان البربري في إفريقيا الشمالية منذ ما يزيد عن 3000 سنة تقريبا. يعتبر هذا الحصان أصيلا باعتباره هو الأصل الأول في وجود هذه السلالة في منطقة المغرب العربي ومهدها. العديد من الأدلة تشهد على أصالة جدوره ونقاء سلالته منها الحفريات التي أنجزت في المنطقة والنقوش والرسومات التي عُثر عليها، وكذا الآثار الباقية من الزمن القديم، إلخ...
فضلا عن ذلك، تعتبر هذه السلالة هي الأصل الأول في ظهور العديد من السلالات الأخرى، خاصة السلالة الإنجليزية، الحصان الإسباني أو الإيبيري وخيول الكوارتر الأميريكية.
وقد ظلت الخيول البربرية على مر الزمان هي الرفيقة التقليدية للرحل في تنقلاتهم وللمربين في جبال الأطلس الكبير والسهول العليا. إذ كانت أفضل رفيق للإنسان في العديد من الحروب ولفرسان مملكة نوميديا الأمازيغية، وكذا للفاتحين العرب. كما أنها شكلت عماد الجيوش الأوربية وقوتها.
وُجدت السلالة البربرية في المغرب العربي لتلائم خصائص المنطقة من حيث صلابتها وقدرتها الكبيرة على تحمل المشاق والظروف المناخية القاسية كالحرارة والجفاف وصقيع الليالي والتقلبات الحرارية الكبرى. وتتميز هذه السلالة أيضا بالقدرة على تحمل المشقة لفترة طويلة دون كثير عياء ودون الحاجة الكبيرة للطعام أو الماء.
يتسم الحصان البربري بنعومته وهدوئه وشجاعته، كما أنه قوي، وتسهل تربيته، فضلا عن أنه يمتاز بالقدرة على التكيف مع مختلف الاستعمالات.
ويبقى الحصان البربري مثاليا لكافة فنون الفروسية –التبوريدة- وبقية الفنون الحديثة : الترويض الكلاسيكي، الترويض على الحركات الموجهة والحرة. وبما أنه يتميز بالهدوء والثبات، فإنه يتلاءم بشكل مثالي مع تعلم فنون الفروسية والتحمل والبولو وجولات السير الميداني.
قررت الاستراتيجية الوطنية لقطاع تربية الخيول أن تبوئ سلالة الحصان البربري مكانة مرموقة من خلال منحه لقب "حصان المغرب"، وبذلك يصبح شعارا في هذا المجال باعتباره رمزا للأصول العربية- الأمازيغية للبلد.
في الإطار نفسه، يعتمد المغرب سياسة منتظمة للحفاظ على هذه السلالة وضمان استمراريتها. إذ ارتفع عدد الرؤوس من هذه السلالة بالنصف وبلغ عددها ما يزيد عن 1000 حصان بربري في العام 2014.
حظي الحصان البربري بشرف التميز خلال فعاليات الألعاب العالمية للفروسية للعام 2014 بمنطقة نورماندي. إذ تميز الحضور المغربي الهام في هذه الألعاب بتنظيم معرض وبرنامج فني غني أبرز قيمة هذا الحصان المغربي العريق في مختلف استعمالاته الحالية.